المغيرة جالس قريب منه يرى ما حدث لعثمان، فقال الوليد: أما والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية، لقد كنت في ذمة منيعة...
فقال عثمان: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصحاب أختها في الله... وإني في جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس.
فقال له الوليد: هلم يا ابن أخي، إن شئت فعد إلى جواري.
قال ابن مظعون: لا أرب لي في جوار أحد إلا في جوار الله. وغادر ابن مظعون المجلس وعينه تضج بالألم، ولكن روحه تتفجر إيمانا وصلابة في الدفاع عن دين الله.
ومضى إلى داره وهو ينشد هذه الأبيات:
فإن تك عيني في رضا الله نالها يدا ملحد في الدين ليس بمهتدي فقد عوض الرحمن منها ثوابه ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعد فإني وإن قلتم غوى مظلل لأحياء على دين الرسول محمد