الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٨ - الصفحة ٤٩
جهته، فقد علمتم كيف اختدع كثيرا من عمال أمير المؤمنين عليه السلام واستمالهم بالأموال، فما باله وقد علم النبوة التي حدثت بينهما لم يستمل ابن عباس، وكل من قرأ السير وعرف التواريخ يعرف مشاقة ابن عباس لمعاوية بعد وفاة علي عليه السلام وما كان يلقاه به من قوارع الكلام وما كان يثني به على أمير المؤمنين ويذكر خصائصه وفضائله ويصدع به من مناقبه ومآثره، فلو كان بينهما غبار أو كدر لما كان الأمر كذلك.
قال السيد محسن الأمين في الأعيان: إنكار أخذ ابن عباس المال من البصرة وإنكار كتاب أمير المؤمنين عليه السلام إليه المقدم ذكره صعب جدا بعد ملاحظة ما تقدم ولا يحتاج فيه إلى تصحيح روايات الكشي، وبعد ما ذكرناه من الشواهد على اشتهار الامر في ذلك، كما إن إخلاص ابن عباس لأمير المؤمنين عليه السلام وتفوقه في معرفة فضله لا يمكن إنكاره، والذي يلوح لي أن ابن عباس لما ضايقه أمير المؤمنين عليه السلام في الحساب عما أخذ ومن أين أخذ وفيما وضع كما يقتضيه عدله ومحافظته على أموال
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست