الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٦ - الصفحة ٨٥
هذه السخرية اللاذعة، وهذا الأسلوب النابي من أن تلوك الأفواه هذه الصفوة من حواري الإمام (عليه السلام) فالتفت أحدهم إلى الساخر وفي نظراته سيل من العتاب وقال:
على مهلك يا هذا لقد ذهبت بك الظنون بعيدا عن الواقع بحق هؤلاء الصفوة من المؤمنين، أما كان الأجدر بك أن تتريث وتفكر قليلا ثم تحكم، إني لا أشك أن ما تحدث به ميثم، وحبيب، ورشيد هي أمور سوف تحدث بعد، والإخبار بالمغيبات منحة إلهية، منحها الله أنبياءه، ورسله، والإمام علي (عليه السلام) أكثر الناس صلة بابن عمه رسوله (صلى الله عليه وآله) وهو الأولى أن يوقفه الرسول على أحوال صحابته ويكشف له عن هذه الأمور وأمثالها، وقد رأينا الكثير من الوقائع التي أشار إليها (عليه السلام) في كلامه قد تحققت بعد زمان، وعهدنا ليس ببعيد بقصة " ذي الثدية من يوم النهروان " وإخباره عن ابن عمه (صلى الله عليه وآله) بأن " عمارا تقتله الفئة الباغية " وغير ذلك كثير!!
فلا تكن قاسيا على الصفوة من عباد الله الصالحين، فسكت الجميع وأشاح الرجل بوجهه عنه حياء.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»