الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٥ - الصفحة ٥٢
قال معاوية يوما للأنصار: يا معشر الأنصار لم تطلبون ما عندي، فوالله لقد كنتم قليلا معي، كثيرا مع علي، ولقد فللتم حدي يوم صفين حتى رأيت المنايا تتلظى من أسنتكم، ولقد هجوتموني بأشد من وخز الأسل، حتى إذا أقام الله منا ما حاولتم ميله، قلتم: ارع فينا وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هيهات يأبى الحقين العذرة (1).
فأجابه قيس بن سعد قال: أما قولك يا معاوية:
جئناك نطلب ما عندك، فبالإسلام الكافي به الله، لا بما تمت به إليك الأحزاب، وأما استقامة الأمر فعلى كره منا كان، وأما فلنا حدك يوم صفين، فالأمر لا نعتذر منه، وأما عداوتنا لك فلو شئت كففتها عنك، وأما هجاؤنا إياك فقول يثبت حقه، ويزول باطله، وأما وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فمن يؤمن به يحفظها من بعده، وأما قولك: يأبى الحقين العذرة، فليس دون الله يد تحجز منا، فدونك أمرك

(1) الحقين: المحبوس، والعذرة: العذر.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»