الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٢ - الصفحة ٣٣
قال ياسر: هذا ما وعدنا الله ورسوله، وقالت سمية: صدق الله ورسوله.
قال أبو جهل لغلمانه، أذيقوهما العذاب إذا اشتعلت الهاجرة، فسحب الشيخان على الرمضاء الهاجرة والرمال الملتهبة، وامتدت الأيدي الغلاظ الشداد إليهم بالسياط لتتلوى على جسديهما النحيفين، وهما ثابتان صابران، وكأن السياط تئن من الوقع ولا يئن الشيخان، فإذا كلت السواعد وغلب أبو جهل على أمره، استشاط غيضا وأمر جلاوزته بسحبهما إلى مثوى ولدهما (عمار) فإذا صار قريبا منه هش لهما وهشا له مغتبطين كان ليس بهما إلا العافية.
قال عمار وهو في قيوده: كيف أنتما يا أبوي؟ فقالا بلسان واحد بل أنت كيف تجد نفسك يا بني؟ قال إن كان إيماني وكنتما بخير كنت كذلك، فردا عليه بمثل ما قال.
قال ياسر هنيئا لك يا عمار: ألا أبشرك ببشارة تثبتك فيما أنت فيه؟ لقد بلغني إن الله أنزل قرآنا يذكرك
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»