الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٢ - الصفحة ٢١
وكان هذا المجرم دائم التعرض إلى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وخاصة عندما يخرج من بيته إلى الحرم ليصلي إلى ربه بعض الركعات فكان يغري سفهاء قريش وصبيانهم بإيذاء النبي ورميه بالحجارة، وبالكلام القارص، حتى جاء ذلك اليوم الذي صب أبو جهل أمعاء القرابين وما فيها من رفث ودم على رسول الله وهو ساجد فرفع رأسه وأزال ما صب عليه وذهب إلى داره، وهو يقول رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
ولما سمع فتى العرب وفارسها " حمزة بن عبد المطلب " أبا عمارة عم النبي بعد رجوعه من الصيد بما أصاب ابن أخيه من أبي جهل استشاط غضبا وأقبل على المؤتمر المنعقد بمشيخة قريش وزعمائها وقصد أبا جهل من بينهم دون أن يكلمه بكلمة واحدة ورفع قوسه وأهوى به على رأس أبي جهل وصدره حتى سقى الأرض من دمائه، وقال له إن بك جرأة الرد علي، وأنذره أن هو تعرض بعدها لابن أخيه محمد (صلى الله عليه وآله) ليحدثن به ما يحدث، وأعلن
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»