زهد سلمان وحكمته ربما يعتبر الكثير إن معنى الزهد هو التقشف ومعاناة شطف العيش وليس معنى الزهد أن لا يملك شيئا، بل الزهد أن لا يملكه شئ، أن القرآن الكريم حصر الزهد بكلمتين فقط لا ثالث لهما، قوله تعالى: * (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) * (1).
فكان إذا خرج عطاءه السنوي، رفع منه مقدار ما يكفيه ثم يتصدق بالباقي على المستحقين، فقيل له: أنت في زهدك، تفعل هذا؟! وأنت لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا؟ فقال ما لكم لا ترجون لي البقاء والحياة، كما خفتم علي الغناء؟! أما علمتم أن النفس قد تلتات على صاحبها، إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه، فإذا