الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١ - الصفحة ٤٣
سألت أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله) عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه وقلت: ما تقول فيه؟
فقال: " ما أقول في رجل خلق من طينتنا. وروحه مقرونة بروحنا، خصه الله تبارك وتعالى من العلوم بأولها وآخرها وظاهرها وباطنها وسرها وعلانيتها. ولقد حضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلمان بين يديه فدخل أعرابي فنحاه عن مكانه وجلس فيه. فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى در العرق بين عينيه واحمرتا ثم قال: يا أعرابي.
أتنحي رجلا ما حضرني جبرئيل إلا أمرني عن ربي عز وجل أن أقرئه السلام؟ يا أعرابي، إن سلمان مني، من جفاه فقد جفاني ومن آذاه فقد آذاني، ومن باعده فقد باعدني، ومن قربه فقد قربني، يا أعرابي لا تغلظن في سلمان، فإن الله تبارك وتعالى قد أمرني أن أطلعه على علم المنايا والبلايا (1) والأنساب وفصل الخطاب.

(1) علم المنايا والبلايا: ربما يقصد به اطلاعه على ما يجري على بعض الناس. ومنه إخبار علي (عليه السلام) لميثم التمار بأنه سيقتل ويصلب وأخباره لرشيد الهجري كذلك، وأمثال هذا مما هو معروف مشهور.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»