رحلتي إلى قلعة الموت عندما قرأت أن المستشرق الروسي ايفانوف زار قلعة الموت بحثا عن الحقيقة فيما يقال عن الإسماعيليين النزاريين الذين كانوا موضع دراسته، أعجبني أن تبلغ العناية بتقصي الحقائق إلى حد احتمال المشاق المرهقة في سبيل الوصول إليها.
ولم أعلم كيف وصل إيفانوف إلى الموت، لأن من ذكر ذهابه إليها لم يذكر شيئا عن تفاصيل هذا الذهاب، ولكنني كنت أعلم من مطالعاتي أن الوصول إلى الموت ليس أمرا سهلا، بل هو رهق أي رهق، لا يشجع على زيارتها، بل يصد عنها.
وفي آخر سفر لي إلى إيران سنة 1988 م تعرفت على الكتاب البحاثة المؤرخ الأستاذ عبد الحسين الصالحي، فذكر فيما ذكر زيارة الموت، ولكن كان الفصل شتاء مما لا يسمح بالتفكير في هذه الزيارة.
وفي العام 1989 زرت إيران من جديد، ولقيت في طهران الأستاذ الصالحي، ومعه صهره حسن آغا مير بهاء فرغباني بزيارة الموت، واسترسل حسن آغا في تهوين الوصول إليها، قائلا: إن السيارة تصل إلى مكان يبعد 800 متر عن القلعة، وأن هذا البعد يمكن اجتيازه على ظهر دابة، وبذلك أتجنب الصعود المرهق إلى قمة الجبل مشيا على الأقدام.
فأغراني هذا التهوين وصممت على الذهاب.
وفي اليوم السادس من شهر نيسان سنة 1989 في الساعة الحادية عشرة كنا نخرج نحن الثلاثة في سيارة حسن آغا من طهران متجهين إلى مدينة قزوين في المرحلة الأولى من الرحلة.
في طريق قزوين بعد خروجنا من طهران كانت تمتد على يميننا سلسلة جبال (ألبرز) الطويلة