الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي - محمود الشهابي الخراساني - الصفحة ٦٣
من الراشدين، واضطرت من خوف معاوية وجور عماله إلى التقية والاختفاء 1 وكانت على كل حال، وفي كل أمر من أمور الدين، أصوله وفروعه متبعة بعد علي، أهل - البيت وعترة النبي، مقتدية بهدي أبناء وذرية علي، الذين قرنهم - الرسول (ص) بالكتاب، وتركهما لحفظ الأمة عن الضلال بلا ارتياب، واعتقدت - الشيعة طهارتهم وعصمتهم، وعرفت علمهم وحكمتهم.
- 31 - والقول الجملي أنه لا اختلاف بين الشيعة وبين سائر المذاهب الإسلامية (اللهم إلا مذهب من يتبع بني أمية ويصدق أحاديثهم الموضوعة) في الأصول: من التوحيد والنبوة والمعاد. ولا اختلاف بينهم في أن ما جاء به الرسول (ص) حق لا ريب فيه في تحقق الخلافة خارجا على ما ضبطه التاريخ ومضى وفي عدم ثمره على الاختلاف لمستقبل الإسلام في ما مضى وانقضى (إلا ضعف الإسلام وذل المسلمين). ولا اختلاف بينهم في أن الإمام عليا ابن عم الرسول وصهره، وأبو ذريته وآله، وأنه بمنزلة نفسه، وأنه كان أول ذكر (أو رجل) آمن وصلى، وكان وصيه وخليفته كهارون من موسى، وأنه (ع) كان جامعا لجميع ما تفرق من المكارم والفضائل في سائر الأصحاب من السخاء والوفاء والزهد والعلم والشجاعة والقرابة وأشباهها وأنه فرد لا يدانيه فرد وماجد لا يساجله أحد في أن يملأ الدلو إلى العقد.

1 - قال الشاعر الشيعي، الكميت في ما قال من بائيته:
" ألم ترني من حب آل محمد * أروح وأغدو خائفا أترقب " كأني جان محدث وكأنني * بهم أتقى من خشية العار أجرب 2 على أي جرم؟ أم بأية سيرة؟ * أعنف في تقريظهم وأؤنب " وفي ما قال في لاميته: " فتلك ولاة السوء قد طال ملكهم * فتحي م؟ حتى م العناء المطول؟
" رضوا بفعال السوء في أهل دينهم * فقد أيتموا طورا، عداء، وانكلوا "
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 » »»