آية الولاية - السيد علي الميلاني - الصفحة ٣٤
يجيب الزمخشري عن هذا ما ملخصه: بأن الفائدة في مجئ اللفظ بصيغة الجمع في مثل هذه الموارد هو ترغيب الناس في مثل فعل أمير المؤمنين، لينبه أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذا الحد من الحرص على الاحسان إلى الفقراء والمساكين، يكونون حريصين على مساعدة الفقراء وإعانة المساكين، حتى في أثناء الصلاة، وهذا شئ مطلوب من عموم المؤمنين، ولذا جاءت الآية بصيغة الجمع. هذا جواب الزمخشري (1).
فإذن، لا يوافق الزمخشري على هذا الاعتراض، بل يجيب عنه بوجه يرتضيه هو ويرتضيه كثير من العلماء الآخرين.
ولكن لو لم نرتض هذا الوجه ولم نوافق عليه، فقد وجدنا في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الثابتة الصحيحة، وفي الاستعمالات العربية الصحيحة الفصيحة: أن اللفظ يأتي بصيغة الجمع والمقصود شخص واحد، كثير من هذا الاستعمال موجود في القرآن وفي السنة وفي الموارد الأخرى، وهذا شئ موجود.
مضافا إلى جواب يجيب به بعض علمائنا وعلمائهم: أنه في مثل هذا المورد أراد الله سبحانه وتعالى أن يعظم هذه الفضيلة أو

(1) تفسير الكشاف 1 / 649.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 » »»
الفهرست