والأخبار المتواترة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعن الأئمة (عليهم السلام) (1) وما أجمعت عليه الطائفة الإمامية، وإجماعها حجة.
فأما عند ظهور الإمام (عليه السلام) فإنه المفزع عند المشكلات، وهو المنبه على العقليات، والمعرف بالسمعيات، كما كان النبي (صلى الله عليه وآله).
ولا يجوز استخراج الأحكام في السمعيات بقياس ولا اجتهاد (2).
أما العقليات فيدخلها القياس والاجتهاد، ويجب على العاقل مع هذا كله ألا يقنع بالتقليد في الاعتقاد، وأن يسلك طريق التأمل والاعتبار، ولا يكون نظره لنفسه في دينه أقل من نظره لنفسه في دنياه، فإنه في أمور الدنيا يحتاط ويحترز، ويفكر ويتأمل، ويعتبر بذهنه، ويستدل بعقله، فيجب أن يكون في أمر دينه على أضعاف هذه الحال، فالغرر في أمر الدين أعظم من الغرر في أمر الدنيا.
فيجب أن لا يعتقد في العقليات إلا ما صح عنده حقه، ولا يسلم في السمعيات إلا لمن ثبت له صدقه.
نسأل الله حسن التوفيق برحمته، وألا يحرمنا ثواب المجتهدين في طاعته.