أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٣٩
فحبستهم، فإذا أتاك كتابي هذا، فابن له داره، واردد عليه عياله وماله، فإني قد أجرته فشفعني فيه ".
فكتب إليه زياد: من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة، أما بعد: فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وأنت طالب حاجة، وأنا سلطان وأنت سوقة، وتأمرني فيه بأمر المطاع المسلط على رعيته كتبت إلي في فاسق آويته إقامة منك على سوء الرأي ورضا منك بذلك، وأيم الله لا تسبقني به ولو كان بين جلدك ولحمك، وإن نلت بعضك فغير رفيق بك ولا مرع عليك، فإن أحب لحم علي أن آكله اللحم الذي أنت منه، فسلمه بجريرته إلى من هو أولى به منك، فإن عفوت عنه لم أكن شفعتك فيه، وإن قتلته لم أقتله إلا لحبه أباك الفاسق، والسلام " (1).
" كان زياد جمع الناس بالكوفة بباب قصره يحرضهم على لعن علي أو البراءة منه، فملأ منهم المسجد والرحبة، فمن أبى ذلك عرضه على السيف " (2).
وعن المنتظم لابن الجوزي: أن زيادا لما حصبه أهل الكوفة وهو يخطب على المنبر قطع أيدي ثمانين منهم، وهم أن يخرب دورهم ويحرق نخلهم، فجمعهم حتى ملأ بهم المسجد والرحبة يعرضهم على البراءة من علي، وعلم أنهم سيمتنعون، فيحتج بذلك على استئصالهم وإخراب بلدهم (3).
بيان معاوية إلى عماله:
روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب " الأحداث " قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة!!: " أن برأت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته " فقامت الخطباء في كل كورة، وعلى كل

(1) شرح بن أبي الحديد 16: 194.
(2) مروج الذهب 3: 26.
(3) المنتظم 5: 263 ط بيروت.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»