إتمام النعمة - السيد حسن آل المجدد الشيرازي - الصفحة ٢٣
مقبولا أيضا، فإن منهم من قبل مراسيل التابعين على اختلاف طبقاتهم، وهذا هو الذي يقول به مالك وجمهور أصحابه وأحمد وكل من يقبل المرسل من أهل الحديث (1).
ومنهم: من خص القبول بمراسيل كبار التابعين دون صغارهم الذين تقل روايتهم عن الصحابة - كما حكاه ابن عبد البر (2) -.
ومنهم: من فرق بين من عرف من عادته أنه لا يروي إلا عن ثقة فيقبل مرسله، وبين من عرف أنه يرسل عن كل أحد سواء كان ثقة أو ضعيفا فلا يقبل مرسله، وهذا اختيار جماعة كثيرين من أئمة الجرح والتعديل كيحيى بن سعيد القطان وعلي بن المديني وغيرهما (3)، واختاره العلائي في جامع التحصيل (4).
قلت:
فعلى كل واحد من هذه الأقوال يتعين الأخذ بمراسيل الشعبي، بل إن مراسيله قد اتصفت - عند العلماء - بالصحة، وامتازت بالقبول مطلقا.
قال العجلي: مرسل الشعبي صحيح، لا يرسل إلا صحيحا (5).
وأخرج الشيخ الإمام أبو جعفر الطوسي رحمه الله حديث الباب في

(١) جامع التحصيل في أحكام المراسيل: ٢٨.
(٢) جامع التحصيل في أحكام المراسيل: ٢٨.
(٣) جامع التحصيل في أحكام المراسيل: ٣٣.
(٤) جامع التحصيل في أحكام المراسيل: ٩٦.
(٥) تاريخ الثقات: ٢٤٤، تهذيب التهذيب ٣ / 48.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 » »»