إتمام النعمة - السيد حسن آل المجدد الشيرازي - الصفحة ١٦
انتهى.
فعلم من هذا أن لفظة منكر زيادة منكرة ليست من كلام الترمذي، وإلا لما كان هذا الحديث من شرط كتاب البغوي، بل حكى فيه عن أبي عيسى أنه قال: غريب، وزاد عليه هو قوله: إن إسناده مضطرب.
ويشهد لما ذكرنا أيضا أن الفيروزآبادي حكى عن الترمذي أنه قد حسن هذا الحديث (1).
وحكى المحب الطبري في ذخائر العقبى (2) عن الترمذي أنه قال: حديث حسن، وفي الرياض النضرة (3): حسن غريب.
ثم إنك لو تأملت إسناد حديث الباب لوجدته على شرط الحسن عند الترمذي، فيترجح بذلك أن صاحب الجامع الصحيح قد حكم بحسنه.
قال في العلل الصغير (4): كل حديث يروى، لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذا، ويروى من غير وجه نحو ذلك فهو عندنا حديث حسن. انتهى.
فإن قال قائل:
إن الترمذي لا يعتمد على تصحيحه وتحسينه.
قيل له:
هذا فيما إذا تفرد بالتصحيح أو التحسين، أما إذا وافقه في ذلك غيره

(١) أشعة اللمعات ٤ / ٦٦٦، نفحات الأزهار ١٠ / ١٩٨ و ٢٦٤.
(٢) ذخائر العقبى: ٧٧.
(3) الرياض النضرة 2 / 159.
(4) سنن الترمذي (الجامع الصحيح) 5 / 758.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»