وحتى أولئك الأفراد الذين مثلوا النمط الرفيع رساليا من ذلك الجيل لا يوجد في أكثرهم ما يبرر افتراض كفاءتهم الرسالية لزعامة التجربة من الناحية الفكرية والثقافية على الرغم من شدة إخلاصهم وعمق ولائهم لأن الإسلام ليس نظرية بشرية لكي يتحدد فكريا من خلال الممارسة والتطبيق وتتبلور مفاهيمه غبر التجربة المخلصة، وإنما هو رسالة الله التي حددت فيها الأحكام والمفاهيم، وزودت ربانيا بكل التشريعات العامة التي تتطلبها التجربة، فلا بد لزعامة هذه التجربة من استيعاب للرسالة بحدودها وتفاصيلها، ووعي على أحكامها ومفاهيمها وإلا اضطرت إلى استلهام مسبقاتها الذهنية ومرتكزاتها القبلية وأدى ذلك إلى نكسة في مسيرة التجربة وبخاصة إذا لاحظنا أن الإسلام كان هو الرسالة الخاتمة من رسالات السماء التي يجب أن تمتد مع الزمن وتتعدى كل الحدود الوقتية والإقليمية والقومية، الأمر الذي لا يسمح بأن تمارس زعامته التي تشكل الأساس لكل ذلك الامتداد تجارب الخطأ والصواب التي تتراكم
(٥٧)