بحث حول الولاية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٥٦
دورها الصالح. غير أن هذا لا يعني بحال من الأحوال أنها مهيأة فعلا لكي تتسلم هذه الزعامة وتقود بنفسها التجربة الجديدة، لأن هذه التهيئة تتطلب درجة أكبر من الانصهار الروحي والإيماني بالرسالة وإحاطة أوسع كثيرا بأحكامها ومفهاهيمها ووجهات نظرها المختلفة عن الحياة، وتطهيرا أشمل لصفوفها من المنافقين والمندسين والمؤلفة قلوبهم الذين كانوا لا يزالون يشكلون جزءا من ذلك الجيل له أهميته العددية ومواقعة التاريخية كما أن له أثاره السلبية بدليل حجم ما تحدث به القرآن الكريم عن المنافقين ومكائدهم ومواقفهم، وتواجد أفراد في ذلك الجيل قد استطاعت التجربة أن تبنيهم بناء رساليا رفيعا، وتصهرهم في بوتقتها، كسلمان وأبي ذر وعمار وغيرهم.
أقول إن تواجد هؤلاء الأفراد ضمن ذلك الجيل الواسع، لا يبرهن على أن ذلك الجيل ككل بلغ إلى الدرجة التي تبرر إسناد مهام التجربة إليه من أساس الشورى.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»