إيمان أبي طالب - الشيخ الأميني - الصفحة ٦٠
الشيخ إبراهيم الدينوري في نهاية الطلب كما في الطرائف (1) (ص 68)، وذكره ابن أبي الحديد في شرحه (2) (3 / 311)، والسيوطي في التعظيم والمنة (ص 7 نقلا عن ابن سعد.
5 وعن أنس بن مالك قال: أتى أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله لقد أتيناك وما لنا بعير يئط، ولا صبي يصطبح (3)، ثم أنشد:
أتيناك والعذراء يدمي لبانها * وقد شغلت أم الصبي عن الطفل وألقى بكفيه الصبي استكانة * من الجوع ضعفا ما يمر ولا يحلي ولا شئ مما يأكل الناس عندنا * سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل (4) وليس لنا إلا إليك فرارنا * وأين فرار الناس إلا إلى الرسل فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: " اللهم سقنا غيثا مغيثا سحا طبقا غير رائث، تنبت به الزرع وتملأ به الضرع، وتحيي به الأرض بعد موتها، وكذلك تخرجون ".
فما استتم الدعاء حتى التقت السماء بروقها، فجاء أهل البطانة يضجون: يا رسول الله الغرق، فقال: " حوالينا ولا علينا ". فانجاب السحاب عن المدينة كالإكليل، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه وقال:
" لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه، من الذي ينشدنا شعره؟ فقال علي بن أبي طالب كرم الله

(١) الطرائف: ص ٣٠٥ ح ٣٩٤.
(٢) شرح نهج البلاغة: ١٤ / 68 كتاب 9.
(3) أطت الإبل: أنت تعبا أو حنينا. يصطبح: يشرب اللبن صباحا.
(4) العلهز: وبر الإبل يخط بالدم ثم يشوى بالنار، وكان أهل الجاهلية يتخذونه طعاما في سني المجاعة. الفسل: الحقير الذي لا قيمة له.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»