إيمان أبي طالب - الشيخ الأميني - الصفحة ١٣٥
حديث الضحضاح إلى هنا انتهى كل ما للقوم من نبل تقله كنانة الأحقاد، أو ذخيرة في علبة الضغائن رموا بها أبا طالب، وقد أتينا عليها فجعلناها هباء منثورا، ولم يبق لهم إلا رواية الضحضاح، وما لأعداء أبي طالب حولها من مكاء وتصدية، وهي على ما يلي:
أخرج البخاري ومسلم من طريق سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن الحارث قال: حدثنا العباس بن عبد المطلب أنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك. قال: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل.
وفي لفظ آخر: قلت: يا رسول الله إن أبا طالب كان يحفظك وينصرك فهل نفعه ذلك؟ قال: نعم وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح.
ومن حديث الليث حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد أنه سمع النبي صل عليه وآله وسلم ذكر أبو طالب عنده فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه.
وفي صحيح البخاري من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن يزيد بن الهاد نحوه، غير أن فيه تغلي منه أم دماغه.
راجع (1) صحيح البخاري في أبواب المناقب باب قصة أبي طالب (6 / 33، 34) وفي كتاب الأدب باب كنية المشرك (9 / 92)، صحيح مسلم كتاب الإيمان،

(١) صحيح البخاري: ٣ / ١٤٠٨ ح ٣٦٧٠، ص ١٤٠٩ ح ٣٦٧٢ و ٥ / ٢٢٩٣ ح ٥٨٥٥، ص ٢٤٠٠ ٢٤٠١ ح ٦١٩٦، صحيح مسلم: ١ / ٢٤٧ ح ٣٥٧ كتاب الإيمان، الطبقات الكبرى: ١ / ١٢٤، مسند أحمد: ١ / ٣٣٩ ح ١٧٦٦، ص ٣٤٠ ح ١٧٧١، عيون الأثر: ١ / ١٧٢، البداية والنهاية: ٣ / 154.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»