إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٢٦
وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة (عليها السلام) بالسوط ورفس بطنها وإسقاطها محسنا وسم الحسن وقتل الحسين وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره وسبي ذراري رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإراقة دماء آل محمد وكل دم سفك وكل فرج نكح حراما وكل خبث وفاحشة وإثم وظلم وجور وغم مذ عهد آدم إلى وقت قيام قائمنا، كل ذلك يعدده عليهما ويلزمهما إياه ويعترفان به.
[قال المؤلف:] (أقول: والعلة والسبب في إلزام ما تأخر عنهما من الآثام عليهما ظاهر، لأنهما بمنع أمير المؤمنين (عليه السلام) عن حقه ودفعه عن مقامه صار الجبين لاختفاء ساير الأئمة ومظلوميتهم وتسلط أئمة الجور وغلبتهم إلى زمان القائم وصار ذلك سببا لكفر من كفر وضلال من ضل وفسق من فسق، لأن الإمام مع اقتداره واستيلائه وبسط يده يمنع جميع ذلك، وعدم تمكن أمير المؤمنين من بعض تلك الأمور في أيام خلافته كان لما أتياه من الظلم والجور، وأما ما تقدم عليهما فلأنهما راضيان بفعل من فعل مثل فعلهما من دفع خلفاء الحق عن مقامهم وما يترتب على ذلك من الفساد، ولو كانا منكرين لذلك لم يفعلا مثل فعلهم وكل من رضي بفعل فهو كمن أتاه كما دلت عليه الآيات الكثيرة حيث نسب الله تعالى فعل آباء اليهود إليهم وذمهم عليها لرضاهم بها ولا يبعد أن يكون لأرواحهم الخبيثة مدخلا في صدور تلك الأمور عن الأشقياء كما أن أرواح الطيبين من أهل الرسالة كانت مؤيدة للأنبياء والرسل، معينة لهم في الخيرات، شقيقة لهم في دفع الكربات).
ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حصر ثم يصلبهما على الشجرة ويأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما نسفا.
قال المفضل: يا سيدي ذلك آخر عذابهما؟
قال (عليه السلام): هيهات يا مفضل والله ليردن وليحضرن السيد الأكبر أمير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة والحسن والحسين والأئمة وكل من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا وليقتص منهما لجميعهم حتى أنهما ليقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة ويردان إلى ما شاء ربهما، ثم يسير المهدي إلى الكوفة والنجف وينزل وعنده أصحابه في ذلك اليوم ستة وأربعون ألفا من الملائكة وستة آلاف من الجن والنقباء ثلاثة مائة وثلاثة عشر نقيبا.
قال المفضل: يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت؟
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»