بسيف مولد أبي سند ثم خاتم الأربعين وهو عبد الله المكين فلم يلبث حتى يدرك بجيش يقدمه لشرك وفيه سعير فيقتله ويدمع الهارب فيعجله ويهدم الجوامع وأعلامها يكثكث (1) الزها وأعضائها ويستصغر الكباير ويبيد العشاير ويرفع الفاجر ويضع الأخيار (2) ويستعبد الممالك ويهلك السالك ويحتفل بالأراذل ونفد الأفاضل ويذهب العوارف ويحرق المصاحف ويشير الشقاق ويجالس الفساق فلن يجف الفضة ولن يصيب السفلة حتى يدركها فلبسه ابن حرب في ذلك العام حتى يثيب من السام ومعه جهينة بن وهب المتفرد بحماره المهدد بخروجه من جزيرة القشمير ومعه شياطين الغير فيقتل أحدهما سعيد ويستأثر ابنتها وليدة ثم يروم قصد الحجاز وقتل بيدهم بيوتات الأحراز، فآها لكوفة وجامعها وآها لذوي الحقايق وآها للمستضعفين في المضايق، وأين المقر عند ظهور العلج شلعين الميل الكالح الزيح بجيش لا يرام عبدهم ولا يحصى سبيلهم ولا يفدى ولا ينصر أسيرهم ومعهم الكركدن والفيل ويثبطون الظهور ويفزعون الثغور الجزيل، ويسبحون ويكسحون السعيد وسيحبط ببلاد الأرم في أحد الأشهر الحرم أشد العذاب من بني حام فكم من دم يراق بأرض العلايم وأسير يساق من الغنايم حتى يقال أروى بمصر الفساد وافترست الضبع الآساد فيا لله من تلك الآفات والتجلب بالبليات وأحصنت الربع المساحل حتى يصمم الساحل فهنالك يأمر العلج الكسكس أن يخرب بيت المقدس فإذا أذعن لأوامره وسار بمعسكره وأهال بهم الزمان بالرملة وشملهم الشمال بالذلة فيهلكون عن آخرهم هلعا فيدرك أسارهم طمعا، فيا لله من تلك الأيام وتواتر شر ذلك العام وهو العام المظلم المقهر ويستعكمك (3) هوله في تسعة أشهر، ألا وإنه ليمنع البر جانبه والبحر راكبه وينكر الأخ أخاه ويعق الولد أباه ويذممن النساء بعولتهن وتستحسن الأمهات فجور بناتهن وتميل الفقهاء إلى الكذب وتميل العلماء إلى الريب فهنالك تنكشف الغطاء من الحجب وتطلع الشمس من الغرب هناك ينادي مناد من السماء، أظهر يا ولي الله إلى الأحياء وسمعه أهل المشرق والمغرب فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الأمين وبيده الكتاب المستبين ثم
(١٩٢)