إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ١٩٠
يظهر الجري الحالك (1) من البصرة في شرذمة من بني غمرة يقدمهم إلى الشام وهو مدحش (2) فيتابعه على الخديعة الأرعش (3) ثم يصحبه بالجيش العرمرم إلى عرصه، فما أسرع ما يسلمه بعد فتنته فيروم الجري إلى العراق ليتبدل غليله من الإشراق فيهلكه الهلاك بالأنبار قبل مرامه، ويغيض على أهلها السقام من فضول سقامه وستنظر العيون إلى الغلام الأسمر الدعاب حين تجنح به جنوح الارتياب، يلقب بالحاكم ويسجن بالعلائم بعد إلفة العرب وإرسال حثيث الطلب مقارنة الدمار من بين صحاري الأنبار، وكأني أشاهد الأرعش وقد قلده الأمر وأطال حجته ليلة الدهر بعد اختلاف أرباب الوعود وذلك خلف موافق المقصود وعلق علايق ناكثات (4) ليشوبها الكدر ويواتيها القدر، فياشراه من بلية في برهته وزهو أمانيه بزهو نزهته، فهنالك يوصمه عطاسه ويقحمه نعاسه ويشغله شدة رعافه وذلك عقيب الاتصالات الظواهر وآخر القرن العاشر إذ هام بنور قنطور (5) كل الهيام وجمعهم في المرة الثالثة شهر الصيام فإذا قاتلهم أبو الشواص (6) (7) وهو أبو الفوارس فظهر ما بينهم الخابس (8) انتقل ملك الهند من بيت إلى بيت، وقال البيت في حياته ألا ليت، وقل أمر الدولة من، وشملت أهل الجزورات الذلة ولعبت السيوف في سحروت وساحت الدماء في أقاليم صيصموت واختلفت على الملك الجيوش وصال عليهم بحوزة المشوس (9) ولجت النار الولجة واشتدت الحروب بين الذبحة ووافق الكمد الصعوبة وخربت طرق النوبة ولمس البرايد اللمس واختلف ملك أندلس ودهش العرب الداهش واقتتل أهل مراكش ووقعت الوقايع في القفحات وقام الحرب لهم على ساق وسارت الطلايع للسراف وعصفت بالسفن الرياح وأشرعت بالجزاير الرماح فظهرت الزخارخ المدفية وهلك رب قسطنطنية وهدم سواحل الروم البزح وسال على الأفاطيس الترح واشتدت الفتن في خراسان وكان الظفر لآل حسان وافترق بنو قنطور على اختلاف وآل بهم الرجل إلى

١ - في بعض النسخ: الحالكة شديدة السواد في المجمع.
٢ - ٣ - ٤ - في بعض النسخ: باكيات.
٥ - ٦ - في بعض النسخ: أبو النوامس.
٧ - ٨ - ٩ - المشوش: المنديل، والمشاش رؤوس العظام (تاج العروس: ٤ / 350).
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»