إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٣٣٥
فهذه أمانة في رقبتك فحدث بها إخوانك من أهل الحق (1).
الثاني عشر: ممن رآه في غيبته الصغرى: في البحار عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري قال: كنت حاضرا عند المستجار بمكة وجماعة زهاء ثلاثين رجلا، لم يكن منهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي، فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين، إذ خرج علينا شاب من الطواف، عليه أزاران محرم بهما وفي يده نعلان، فلما رأيناه قمنا جميعا هيبة له، ولم يبق منا أحد إلا قام فسلم علينا وجلس متوسطا ونحن حوله، ثم التفت يمينا وشمالا ثم قال: أتدرون ما كان يقول أبو عبد الله (عليه السلام) في دعائه الإلحاح؟ قلنا: وما كان يقول؟
قال: كان يقول: اللهم إني أسألك باسمك الذي به تقوم السماء وبه تقوم الأرض وبه تفرق بين الحق والباطل وبه تجمع بين المتفرق وبه تفرق بين المجتمع، وبه أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال وكيل البحار، أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، ثم نهض ودخل الطواف فقمنا لقيامه حتى انصرف، ونسينا أن نذكر أمره وأن نقول من هو وأي شئ هو إلى الغد في ذلك الوقت، فخرج علينا من الطواف فقمنا له كقيامنا بالأمس وجلس في مجلسه متوسطا وتوسطنا، فنظر يمينا وشمالا وقال: أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد صلاة الفريضة؟ فقلنا: وما كان يقول؟
قال: كان يقول إليك رفعت الأصوات ودعيت الدعوة، ولك عنت الوجوه، ولك خضعت الرقاب، وإليك التحاكم في الأعمال، يا خير من سئل ويا خير من أعطى يا صادق يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد يا من أمر بالدعاء ووعد بالإجابة يا من قال * (ادعوني أستجب لكم) * (2) يا من قال: * (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) * (3) يا من قال: * (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) * (4) لبيك وسعديك، ها أنا ذا بين يديك المسرف وأنت القائل: * (لا تقطنوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) * (5) ثم نظر

١ - غيبة الشيخ الطوسي: ٢٥٣ فصل ما روي من الأخبار المتضمنة لمن رآه وهو لا يعرفه.
٢ - سورة غافر: ٦٠.
٣ - سورة البقرة: ١٨٦.
٤ - سورة الزمر: ٥٣.
٥ - الزمر: ٥٣.
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»