إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٨٦
ينشأ غيرهم، وإن الصبي منا إذا أتى عليه شهر كان كمن يأتي عليه سنة، وإن الصبي منا ليتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن ويعبد ربه عز وجل، وعند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليهم صباحا ومساء.
قالت حكيمة: فلم أزل أرى ذلك الصبي كل أربعين يوما إلى أن رأيته رجلا قبل مضي أبي محمد (عليه السلام) بأيام قلائل فلم أعرفه فقلت لأبي محمد: من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال: ابن نرجس وخليفتي من بعدي وعن قليل تفقدوني فاسمعي له وأطيعي. قالت حكيمة: فمضى أبو محمد بأيام قلائل وافترق الناس كما ترى، والله إني لأراه صباحا ومساء وإنه لينبئني عما تسألونني عنه فأخبركم، ووالله إني لأريد أن أسأله عن الشئ فيبدأني به، وإنه ليرد علي الأمر فيخرج إلي منه جوابه من ساعته من غير مسألتي، وقد أخبرني البارحة بمجيئك إلي وأمرني أن أخبرك بالحق. قال محمد بن عبد الله: فوالله لقد أخبرتني حكيمة بأشياء لم يطلع عليها إلا الله عز وجل، فعلمت أن ذلك صدق وعدل من الله تعالى، وأن الله عز وجل قد أطلعه على ما لم يطلع عليه أحدا من خلقه (1).

١ - كمال الدين: ٤٢٩، ومدينة المعاجز: ٨ / 68، والبحار: 51 / 12 ح 14.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»