دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ٤٩
قال الذهبي: " هو الإمام، العلامة، الحافظ، شيخ الحرم، وصاحب التصانيف، وأول من دون العلم بمكة...
وعن عطاء بن أبي رباح: إنه: سيد شباب أهل الحجاز.
وعن علي بن المديني: الإسناد يدور على ستة، فذكرهم وذكر ابن جريج وعن يحيى بن سعيد: كنا نسمي كتب ابن جريج كتب الأمانة.
وعن يحيى بن معين: ابن جريج ثقة في كل ما روي عنه في الكتاب.
أضاف الذهبي: الرجل في نفسه ثقة. وقد كان شيخ الحرم بعد الصحابة: عطاء ومجاهد، وخلفهما: قيس بن سعد وابن جريج، ثم تفرد بالإمامة ابن جريج فدون العلم، وحمل عنه الناس، وعليه تفقه مسلم بن خالد الزنجي، وتفقه بالزنجي الإمام الشافعي.
وروايات ابن جريج وافرة في الكتب الستة وفي مسند أحمد ومعجم الطبراني الأكبر، وفي الأجزاء.
قال عبد الرزاق: كنت إذا رأيت ابن جريج علمت أنه يخشى الله " (1).
" قدم ابن جريج إلى العراق قبل موته وحدث بالبصرة وأكثروا عنه وعن يحيى بن سعيد: كان ابن جريج صدوقا " (2).
فابن جريج مجمع على ثقته عند السنة، ومعتمد عليه عند المحدثين والرواة، وانه صدوق، وثقة، وأنه يخشى الله، وهو كان يرى حلية المتعة ويعمل بها، لم يكن يعمل ذلك إلا لعدم ثبوت النسخ، بل ثبوت خلافه.
وأما عندنا: إنه من رجال العامة إلا أن له ميلا ومحبة شديدة - كما عن الكشي - وصرح المفيد والمرتضى بأنه من علماء العامة، وأفتى بحلية المتعة.
قال التستري: " وكما روى - اي ابن جريج - حلية المتعة كالإمامية، كذلك روى كون الأذان من وحي السماء لا من رؤيا عبد الله بن زيد " (3).

١. سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٣٣.
٢. تهذيب الكمال ١٢ / 55.
3. قاموس الرجال 7 / 12.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»