دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ٤٥
من الآفاق... " (1).
وقال الشافعي: العلم يدور على ثلاثة: مالك والليث وابن عيينة.
وروي عن الأوزاعي أنه كان إذا ذكر مالكا يقول: عالم العلماء، ومفتي الحرمين.
وعن بقية أنه قال: ما بقي على وجه الأرض أعلم بسنة ماضية منك يا مالك.
وقال أبو يوسف: ما رأيت أعلم من أبي حنيفة ومالك وابن أبي ليلى.
وقال أحمد بن حنبل: هو إمام في الحديث وفي الفقه.
وقال القطان: هو إمام يقتدى به.
وقال ابن معين: مالك من حجج الله على خلقه... " (2).
أقول: مالك بن أنس ليس بالرجل المجهول عند أهل السنة، بل هو إمام من أئمة مذاهبهم الأربعة المعروفة، وهو يرى حلية المتعة كما صرح بذلك السرخسي والزرقاني والزيلعي والفرغاني والقاضي جكن وأكمل الدين الحنفي.
وعليه فلا مسوغ للقول بأن حلية المتعة من متفردات الشيعة الإمامية كما زعم ذلك بعض من لا علم له.
أما عندنا: فقد روى ابن أبي عمير عن مالك: " كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرا ويقول: " يا مالك إني أحبك " فكنت أسر بذلك وأحمد الله عليه... " (3).
وروى التستري عنه أنه كان يرى الغناء، ويعمل بالمصالح المرسلة، وله آراء سيئة في علي بن أبي طالب (عليهما السلام) (4).
2 - أحمد بن حنبل، ت 241 ه‍ أ. قال ابن قدامة: " قال أبو بكر فيها رواية أخرى أنها مكروهة غير حرام، لأن

١. سير أعلام النبلاء ٨ / ٥٨.
٢. سير أعلام النبلاء ٨ / 94.
3. تنقيح المقال 2 / 48، أمالي الصدوق / 143.
4. قاموس الرجال 8 / 638.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»