غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج ٢ - الصفحة ٢٦٥
الله (صلى الله عليه وآله) وعنده أبي بن كعب فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): " مرحبا بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والأرض، قال أبي: وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك؟ قال: يا أبي والذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض وإنه المكتوب على يمين عرش الله أنه مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام غير وهن وعز وفخر وعلم وذخر، وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام أو يجري ماء في الأصلاب أو يكون ليل أو نهار، ولقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره الله عز وجل معه وكان شفيعه في آخرته وفرج الله عنه كربه وقضى بها دينه ويسر أمره وأوضح سبيله وقواه على عدوه ولم يهتك سره ".
فقال له أبي بن كعب: ما هذه الدعوات يا رسول الله؟ قال: تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد: " اللهم إني أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكان سمواتك وأرضك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي فقد رهقتني من أمري عسر فأسألك أن تصلي على محمد [وآل محمد] (1) وأن تجعل لي من أمري يسرا، فإن الله عز وجل يسهل أمرك ويشرح صدرك ويلقنك شهادة أن لا إله إلا الله عند خروج نفسك " قال له أبي: يا رسول الله فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين (عليه السلام)؟
قال: " مثل هذه النطفة كمثل القمر تبيين وبيان، يكون من اتبعه رشيدا ومن ضل عنه هويا، قال: فما اسمه؟ وما دعاؤه؟ قال: اسمه علي ودعاؤه: يا دائم يا ديوم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم ويا فارج الهم ويا باعث الرسل ويا صادق الوعد. من دعا بهذا الدعاء حشره الله عز وجل مع علي بن الحسين صلوات الله عليهما، وكان قائده إلى الجنة ".
قال له أبي: يا رسول الله فهل من خلف أو وصي؟ قال: " نعم، له مواريث السماوات والأرض " قال: وما معنى مواريث السماوات والأرض يا رسول الله؟ قال: " القضاء بالحق والحكم بالديانة وتأويل الأحكام وبيان ما يكون " قال: وما اسمه؟ قال: " اسمه محمد وأن الملائكة لتستأنس به في السماوات، ويقول في دعائه: إن كان لك عندي رضوان وود فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي، وطيب ما في صلبي، فركب الله عز وجل في صلبه نطفة مباركة زكية، وأخبرني أن الله تبارك وتعالى طيب هذه النطفة وسماها عنده جعفرا وجعله هاديا مهديا راضيا مرضيا يدعو ربه ويقول في دعائه: يا ديان غير متوان، يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء ولهم عندك رضاء واغفر ذنوبهم ويسر أمورهم واقض ديونهم واستر عوراتهم، ذهب لي الكبائر التي بينك

(1) زيادة ليست في المصدر.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأنه الولي في قوله تعالى من طرق العامة وفيه أربعة وعشرون حديثا 5
2 الباب التاسع عشر في النص على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وبنيه الأئمة الأحد عشر بالولاية في قوله تعالى * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة) * من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا 15
3 الباب العشرون في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق العامة وفيه مائة حديث 23
4 الباب الحادي والعشرون في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق الخاصة وفيه سبعون حديثا 72
5 الباب الثاني والعشرون في أن عليا (عليه السلام) وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبنيه الأحد عشروهم الأوصياء والأئمة الاثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) مضافا إلى ما سبق من طريق العامة وفيه سبعون حديثا 144
6 الباب الثالث والعشرون في أن عليا وصي رسول الله وبنيه الأحد عشر أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم الأئمة الاثنا عشر 185
7 بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) من طريق الخاصة، وفيه مائة حديث وعشرة أحاديث 185
8 الباب الرابع والعشرون في أن الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) اجمالا وتفصيلا علي وبنوه الأحد عشر من طريق العامة وفيه ثمانية وخمسون حديثا 247
9 الباب الخامس والعشرون في أن الأئمة: بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر اجمالا وتفصيلا هم علي بن أبي طالب وبنوه الأحد عشر: من طريق الخاصة، وفيه خمسون حديثا 270
10 الباب السادس والعشرون في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالاقتداء بعلي بن أبي طالب والأئمة (عليهم السلام) من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من طريق العامة وفيه اثنين وعشرون حديثا 287
11 الباب السابع والعشرون في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولاية علي (عليه السلام) والاقتداء بالأئمة: من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا 296
12 الباب الثامن والعشرون في نص رسول الله على وجوب التمسك بالثقلين من طريق العامة وفيه تسعة وثلاثون حديثا 304
13 الباب التاسع والعشرون في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة وفيه اثنان وثمانون حديثا 321