سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي (رضي الله عنه) عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد الله الحسين بن أبي الفرج بن ردة [السلمي] (رضي الله عنه) (1) بروايته عن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد عن والده عن جده محمد عن أبيه عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسين الجوري العلوي وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي المعمري والفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القايني بروايتهم عن الشيخ الفقيه جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي - قدس الله أرواحهم الشريفة - قال: حدثنا ابن ماجيلويه (رضي الله عنه) قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا محمد بن علي القرشي قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال: قال ابن عباس: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول:
" إن لله تبارك وتعالى ملكا يقال له دردائيل كان له ستة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح هواء، والهواء كما بين السماء إلى الأرض فجعل يوما يقول في نفسه أفوق ربنا جل جلاله شئ؟
فعلم الله ما قال فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح، ثم أوحى الله جل جلاله إليه إن طر فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش فلما علم الله أتعابه أوحى إليه: أيها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم كل عظيم وليس فوقي شئ عظيم ولا أوصف بمكان، فسلبه الله أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة.
فلما ولد الحسين بن علي صلوات الله عليهما وآلهما وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة، أوحى الله عز وجل إلى مالك خازن النار أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد (صلى الله عليه وآله) في دار الدنيا، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان وطيبها لكرامة مولود ولد لمحمد (صلى الله عليه وآله) في دار الدنيا، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى حور العين أن تزينوا وتزاوروا لكرامة مولود ولد لمحمد (صلى الله عليه وآله) في دار الدنيا وأوحى الله عز وجل إلى جبرائيل أن اهبط إلى نبيي محمد (صلى الله عليه وآله) في ألف قبيل والقبيل ألف ألف من الملائكة على خيول بلق مسرجة ملجمة، عليها قباب الدر والياقوت ومعهم ملائكة يقال لهم الروحانيون، بأيديهم حراب من نور أن يهنئوا محمدا (صلى الله عليه وآله) بمولوده، وأخبره يا جبرائيل أنه قد سميته الحسين فهنئه وعزه وقل له: يا محمد يقتله شر أمتك على شر الدواب، فويل للقاتل وويل للسابق وويل للقائد، قاتل الحسين أنا منه برئ وهو مني برئ، ولأنه لا يأتي يوم القيامة أحد من المذنبين إلا وقاتل الحسين أعظم جرما منه، قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع الله إلها آخر، والنار