مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٢٧١
فصل (كلام الإمام إمام الكلام) قال الصادق عليه السلام: الآيات السبع التي ذكرها أمير المؤمنين عليه السلام هي أسماء الأئمة من ذرية الحسين عليه السلام وإن هذا الأمر يصير إلى من تلوى إليه أعنة الخيل من الآفاق، وهو المظهر على الدين كله ومالك قافاتها وكافاتها ودالاتها، وهو المهدي عليه السلام.
قال: وشرح ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام على الاختصار قال: (أنا دحوت أرضها) معناه أنه وعترته تسكن الأرض، وقوله: (أنا أرسيت جبالها) معناه إنه وعترته الأمان من الغرق وأنهم الجبال الرواسي، وقوله: (أنا فجرت عيونها) لأن الأئمة من عترته هم ينابيع العلم والحكم، وقوله: أينعت ثمارها إشارة إلى عترته، وقوله: أنا غرست أشجارها إشارة إلى أن الأئمة من عترته هم شجرة طوبى وسدرة المنتهى، وقوله: (أنا أنشأ سحابها) إشارة إلى عترته، لأنهم الغيث الهامل، وقوله: أنا أسمعت وعدها معناه أنا أنبت العلم، وقوله: (أنا نورت برقها) لأن عترته نور العباد والبلاد، وقوله:
أنا البحر الزاخر معناه بالعلم، وقوله: (أنا شيدت أطوارها) معناه شيدت الدين، وقوله: أنا قتلت مردة الشياطين يعني أهل الشام، وقوله: (أنا أشرقت قمرها) وشمسها وأجريت فلكها، المراد الأئمة فهم الشموس والأقمار وسفن النجاة، وقوله: (أنا جنب الله) يعني حق الله وعلم الله، وقوله: أنا دابة الأرض، معناه أفرق بين الحق والباطل، وقوله: و (على يدي تقوم الساعة) إشارة إلى المهدي عليه السلام يحكم جحد ولايتي هلك. ومن أقر بها نجا. قال: وإنما فسر الإمام منها على مقدار عقل السائل (1).
فصل (أثر اسم علي) ومن ذلك ما رواه صاحب عيون الأخبار قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام مر في طريق فسايره خيبري فمر بواد قد سال فركب الخيبري مرطه وعبر على الماء ثم نادى أمير المؤمنين عليه السلام: يا هذا لو عرفت

(1) راجع ما ذكره المجلسي عن الإمام الباقر في تفسيرها: 39 / 350.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»