أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٣٢٤
من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله أنه خرج على أصحابه فقال: " أيها الناس، اتقوا الله وارتحضوا (١) واستقيموا إليه، فإن الاستقامة درجة بها كمال الأمور ونظامها، وبوجودها حصول الخيرات وتمامها، ومن لم يكن مستقيما في حالته ضل سعيه وخاب جهده، قال الله تعالى:
واستقيموا إلى ربكم (٢) وقال سبحانه: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) (٣) وقال سبحانه: ﴿ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثوبتها وتذوقوا السوء﴾ (4). واعلموا - عباد الله - أنه من لم يكن مستقيما في صفته، لم يرتق من حاله إلى غيرها، ولم يتبين سلوكه على صحته ".
وقال بعض آل محمد عليهم السلام: " أيها الناس، لا تخرجوا من عز التقوى إلى ذل المعصية، ولا من أنس الطاعة إلى وحشة الخطيئة، ولا تسروا لإخوانكم غشا، فإنه من أسر لأخيه المؤمن غشا، أظهره الله في صفحات وجهه وفلتات لسانه، فأورثه الله الخزي في الدنيا، والعذاب والندامة في الآخرة، فأصبح من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ".
ولقد أحسن من قال:
العين تعلم من عيني محدثها * إن كان من حزبها أو من معاديها وقال آخر:
إذا القوم أخفوك الذي في صدورهم * من الغل أنبتك الوجوه العوابس وقال آخر أبياتا موعظة:
أيا بن آدم تلهيك عافية * عليك مشمولة فالعمر معدود ما أنت إلا كزرع عند حضرته * بكل شئ من الآفات مقصود فإن سلمت من الآفات أجمعها * فأنت عند أوان الزرع محصود

١ - رحض الثوب: غسله " القاموس المحيط - رحض - ٢: ٣٣١ ".
٢ - كذا، والظاهر أن المراد مضمون الآية ٦ من سورة فصلت: " إنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه ".
: ٣ - النحل ١٦: ٩٢.
٤ - النحل ١٦: 94.
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»