كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٢٨
إن وجدت القوم قد عبروا كنت أول من يقاتله، فلما وصلنا النهر لم نجدهم عبروا، فقال عليه السلام: " يا أخا الأزد، أتبين لك الأمر؟ "، وذلك يدل على اطلاعه على ما في ضميره (1).
وأخبر عليه السلام بقتل نفسه في شهر رمضان (2)، وبولاية الحجاج وانتقامه (3)، وبقطع يد جويرية بن مسهر ورجله وصلبه على جذع ففعل به ذلك في أيام معاوية (4)، وبصلب ميثم التمار على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة وأراه النخلة التي يصلب على جذعها فكان كما قال (5)، وبذبح قنبر فذبحه الحجاج (6).
وقيل له: قد مات خالد بن عرفطة بوادي القرى، فقال: " لم يمت ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة صاحب رايته حبيب بن جماز "، فقام رجل من تحت المنبر فقال: والله إني لك لمحب وأنا " حبيب " قال: " إياك أن تحملها ولتحملنها فتدخل بها من هذا الباب "، وأومأ إلى باب الفيل، فلما بعث ابن زياد عمر بن سعد إلى قتال الحسين عليه السلام جعل على مقدمته خالدا وحبيب صاحب رايته، فسار بها حتى دخل المسجد من باب الفيل (7).
وقال عليه السلام يوما على المنبر: " سلوني قبل أن تفقدوني فوالله لا تسألوني

(١) الإرشاد للمفيد: ١٦٧ - ١٦٨، تاريخ بغداد: ٧ / ٢٤٩، مجمع الزوائد للهيثمي: ٦ / ٢٤١، البحار:
٤١ / ٢٨٤ الحديث ٣.
(٢) الصواعق المحرقة لابن حجر: ١٣٤ - ١٣٥، طبعة مكتبة القاهرة بمصر، البحار: ٤١ / ٣٠٠ الحديث ٣١، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ٢ / ٢٣٤ والإرشاد: ١٦٨.
(٣) شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٨٩، مدينة المعاجز: ٢ / 216 - 217.
(4) الإرشاد: ص 170، البحار: 41 / 301، شرح النهج: 2 / 290 - 291.
(5) الإرشاد: 170 - 171، شرح النهج: 2 / 291.
(6) الإرشاد: 173، كشف الغمة في معرفة الأئمة: 1 / 383.
(7) الإرشاد: 173 - 174، شرح النهج: 2 / 286 و 287، البحار: 41 / 288 - 289.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»