أخبار السيد الحميري - المرزباني الخراساني - الصفحة ١٧١
ويخرج من عنده ويقول في تلك المعاني شعرا، فخرج ذات يوم من عند بعض أمراء الكوفة وقد حمله على فرس وخلع عليه فوقف بالكناسة (1) ثم قال: يا معشر الكوفيين من جاءني منكم بفضيلة لعلي بن أبي طالب لم أقل فيها شعرا أعطيته فرسي هذا وما علي فجعلوا يحدثونه وينشدهم حتى أتاه رجل منهم وقال: إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه عزم على الركوب فلبس ثيابه وأراد لبس الخف فلبس أحد خفيه ثم أهوى إلى الآخر ليأخذه فانقض عقاب من السماء فحلق به ثم ألقاه فسقط منه أسود وانساب فدخل جحرا فلبس علي (عليه السلام) الخف قال: ولم يكن قال في ذلك شيئا ففكر هنيهة ثم قال:
عدو من عداة الجن وغد * بعيد في ز المرادة من صواب لنهش خير من ركب المطايا * أمير المؤمنين أبا تراب فصك بخفه وانساب منه * وولى هاربا حذر الحصاب يهل له الجري إذا رآه * حثيث الشد محذور الوثاب تأخر حينه ولقد رماه * فأخطاه بأحجار صلاب ثم حرك فرسه وثناها وأعطى ما كان معه من المال والفرس للذي روى له الخبر وقال: إني لم أكن قلت في هذا شيئا (2).

(١) الكناسة: بالضم محلة بالكوفة عندها أوقع يوسف بن عمر الثقفي يزيد بن الإمام علي زين العابدين (عليه السلام).
(٢) ذكر القصة أبو الفرج في الأغاني ٧: ٢٥٧ بزيادة أبيات:
ألا يا قوم للعجب العجاب * لخف أبي الحسين وللحباب أتى خفا له وانساب فيه * لينهش رجله منه يناب فخر من السماء له عقاب * من العقبان أو شبه العقاب فطار به فحلق ثم أهوى * به للأرض من دون السحاب إلى حجر له فانساب فيه * بعيد القعر لم يرج بباب كريه الوجه أسود ذو بصيص * حديد الناب أزرق ذو لعاب ودوفع عن أبي حسن علي * نقيع سمامه بعد انسياب وكذا في تحفة الأحباب ١٧٥، الغدير ٢: ٢٤١، قاموس الرجال ٢: ٧١، أعيان الشيعة 12: 192 وأول القصيدة من النسيب:
صبوت إلى سلامة والرباب * وما لأخي المشيب وللتصابي
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»