كتاب الولاية - ابن عقدة الكوفي - الصفحة ٢١٩
آخذا بيد مولاه: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". ثم قال: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه " (1).
زيد بن أرقم - ابن عقدة، أنبأنا الحسن بن علي بن بزيع، أنبأنا إسماعيل بن صبيح، أنبأنا خباب بن نسطاس، عن فطر بن خليفة الخياط، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله " (2).

١ - ينابيع المودة لذوي القربى: ١ / ١٢٥.
وأخرجه ابن أبي شيبة في الكتاب المصنف: ١٢ / ٥٩ / ١٢١٢١، قال: حدثنا مطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا بالجحفة بغدير خم إذا خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخذ بيد علي فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه ".
وعن ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم الشيباني في كتاب السنة: ١٣٥٦. والذهبي في رسالة طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه: ٨٣ / ٨٩.
وأورده ابن كثير في البداية والنهاية: ٥ / ٢١٣، عن عبد المطلب بن زياد... بالاسناد والمتن، ثم قال: قال شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن وقد رواه ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة وغيره، عن أبي سلمة عبد الرحمن، عن جابر بنحوه. انتهى.
قلت: وما نقله ابن كثير من قول شيخه الذهبي قد ورد بتمامه في رسالة الذهبي التي جمع فيها طرق حديث الغدير: الحديثين ٨٩، ٩٠، وقد تنبه العلامة الطباطبائي محقق الرسالة لذلك وقال: وهذا مما يدل على أن هذه الرسالة من تأليف الذهبي جزما.
٢ - ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٣ / ٥٤٦، قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عبد الله، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن موسى، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد....
وللحديث شواهد كثيرة، منها ما أخرجه النسائي في سننه الكبرى: ٥ / ١٣١ / ٨٤٦٩، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: أخبرنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن ميمون أبي عبد الله، قال زيد بن أرقم: قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ " قالوا: بلى نحن نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه، قال: " فإني من كنت مولاه فهذا مولاه " أخذ بيد علي.
وأخرجه النسائي في الحديث ٨١٤٨ من صحيحه، قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: ثنا يحيى بن حماد، قال: ثنا أبو عوانة، عن سليمان، قال: ثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، ثم قال: " كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر:
كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " ثم قال: " إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن " ثم أخذ بيد علي فقال: " من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "، فقلت لزيد: سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ قال: ما كان في الدوحات رجل إلا رآه بعينه وسمع بأذنه.
ومن طريق يحيى بن حماد أخرجه الحاكم النيسابوري في المستدرك: ٣ / 118 / 4576، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد، ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا يحيى بن حماد، وحدثني أبو بكر محمد بن بالويه وأبو بكر أحمد بن جعفر البزار، قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يحيى بن حماد، وثنا أبو نصر أحمد ابن سهل الفقيه ببخارا، ثنا صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا خلف بن سالم المخرمي، ثنا يحيى بن حماد. فذكره بالاسناد والمتن.
ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله، شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل، أيضا صحيح على شرطهما، حدثناه أبو بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي، قالا: أنبأ محمد بن أيوب، ثنا الأزرق بن علي، ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني، ثنا محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الطفيل، عن ابن واثلة، أنه سمع زيد بن أرقم (رضي الله عنه) يقول: نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت الشجرات، ثم راح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشية فصلى، ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عيه، وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: " أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي "، ثم قال: " أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " ثلاث مرات قالوا: نعم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من كنت مولاه فعلي مولاه ".
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 221 222 223 224 225 ... » »»