مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٣٢
الضلالة وتحسين الشبهة (وعن شمائلهم) بتحبيب اللذات إليهم وتغليب الشهوات على قلوبهم (1).
وعن بعض المفسرين: إنما دخلت " من " في القدام والخلف و " عن " في الشمال واليمين لان في القدام والخلف معنى طلب النهاية وفي اليمين والشمال الانحراف عن الجهة.
قوله: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) اي يعطون ما أعطوا.
وقرئ (يؤتون ما أتوا) بغير مد، اي يفعلون ما فعلوا (وقلوبهم وجلة) اي يعملون العمل وهم يخافونه ويخافون لقاء الله.
وفى الحديث عن الصادق (ع): " ما الذي أتوا به أتوا - والله - بالطاعة مع المحبة والولاية وهم مع ذلك خائفون أن لا يقبل منهم، وليس - والله - خوفهم شك فيما هم فيه من إصابة الدين ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في المحبة والطاعة " (2).
والمأتي: الآتي (3). ومنه قوله تعالى:
(وكان وعده مأتيا).
وفى حديث المكاتب عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى: (وآتوهم من مال الله الذي آتاكم) قال: " تضع عنه من نجومه التي لم تكن تريد أن تنقصه منها.. " الحديث (4).
وفي حديث آخر: " يضع عنه مما

(١) البرهان ٢ / ٥. (٢) البرهان ٣ / ١١٤.
(٣) جاء الفاعل في القرآن بمعنى المفعول في موضعين، الأول قوله تعالى: (لا عاصم اليوم من أمر الله) أي لا معصوم، الثاني قوله تعالى: (ماء دافق) بمعنى مدفوق.
وجاء المفعول بمعنى الفاعل في ثلاث مواضع: الأول قوله تعالى: (حجابا مستورا) أي ساترا، الثاني قوله تعالى: (وكان وعده مأتيا) أي آتيا، الثالث قوله تعالى:
(جزاء موفورا) أي وافرا - ه‍.
(4) المراد من النجوم الاقساط التي يضمن السيد أن يأخذها من المكاتب. والحديث صحيح. الوسائل الباب التاسع من أبواب المكاتبة - ن
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614