مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٢٣٦
القدر ما يبنى على علو المكان لمتناسي التشبيه (ما مر من التعجب) في قوله قامت تظللني ومن عجب شمس تظللني من الشمس (والنهى عنه) أي عن التعجب في قوله لا تعجبوا من بلى غلالته قد زر أزراره على القمر.
إذ لو لم يقصد تناسى التشبيه وانكاره لما كان للتعجب والنهى عنه جهة على ما سبق، ثم أشار إلى زيادة تقرير لهذا الكلام فقال (وإذا جاز البناء على الفرع) أي المشبه به (من الاعتراف بالأصل) أي المشبه.
وذلك لان الأصل في التشبيه وان كان هو المشبه به من جهة انه أقوى واعرف الا ان المشبه هو الأصل من جهة ان الغرض يعود إليه وانه المقصود في الكلام بالنفي والاثبات (كما في قوله هي الشمس مسكنها في السماء فعز) أمر من عزاه حمله على العزاء وهو الصبر (الفؤاد عزاء جميلا فلن تستطيع) أنت (إليها) أي إلى الشمس الصعود ولن تستطيع الشمس (إليك النزولا) والعامل في إليها واليك هو المصدر بعد هما ان جوزنا تقديم الظرف على المصدر والا فمحذوف يفسره الظاهر.
فقوله هي الشمس تشبيه لا استعارة وفى التشبيه اعتراف بالمشبه ومع ذلك فقد بنى الكلام على المشبه به أعني الشمس وهو واضح.
فقوله وإذا جاز البناء شرط جوابه قوله (فمع جحده) أي جحد الأصل كما في الاستعارة البناء على الفرع (أولى) بالجواز لأنه قد طوى فيه ذكر المشبه أصلا وجعل الكلام خلوا عنه ونقل الحديث إلى المشبه به.
وقد وضع في بعض اشعار العجم النهى عن التعجب من التصريح بأداة التشبيه.
وحاصله لا تعجبوا من قصر ذوائبه فإنها كالليل ووجهه كالربيع والليل في الربيع مائل إلى القصر.
وفى هذا المعنى من الغرابة والملاحة بحيث لا يخفى.
(واما) المجاز (المركب فهو اللفظ المستعمل فيما شبه بمعناه الأصلي) أي بالمعنى الذي يدل عليه ذلك اللفظ بالمطابقة (تشبيه التمثيل) وهو ما يكون وجهه منتزعا من متعدد واحترز بهذا على الاستعارة في المفرد (للمبالغة) في التشبيه (كما
(٢٣٦)
مفاتيح البحث: الصبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 239 240 241 243 ... » »»