" ان الشمانين وبلغتها، قد أحوجت سمعي إلى ترجمان ") أي مفسر ومكرر فقوله بلغتها اعتراض في أثناء الكلام لقصد الدعاء والواو في مثله تسمى واو اعتراضية ليست بعاطفة ولا حالية.
(والتنبيه في قوله واعلم فعلم المرء ينفعه) هذا اعتراض بين اعلم ومفعوله وهو (ان سوف يأتي كل ما قدرا) ان هي المخففة من المثقلة وضمير الشأن محذوف يعنى ان المقدورات البتة تأتى وان وقع فيه تأخير ما.
وفى هذا تسلية وتسهيل للامر فالاعتراض يباين التتميم لأنه انما يكون بفضلة والفضلة لابد لها من اعراب ويباين التكميل لأنه انما يقع لدفع ابهام خلاف المقصود ويباين الايغال لأنه لا يكون الا في آخر الكلام لكنه يشمل بعض صور التذييل وهو ما يكون بجملة لا محل لها من الاعراب وقعت بين جملتين متصلتين معنى لأنه كما لم يشترط في التذييل ان يكون بين كلامين لم يشترط فيه ان لا يكون بين كلامين فتأمل حتى يظهر لك فساد ما قيل إنه يباين التذييل بناء على أنه لم يشترط فيه ان يكون بين كلامين متصلين معنى.
(ومما جاء) أي ومن الاعتراض الذي وقع (بين كلامين) متصلين (وهو أكثر من جملة أيضا) أي كما أن الواقع بينهما هو أكثر من جملة (نحو قوله تعالى فأتوهن من حيث امركم الله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) فهذا اعتراض أكثر من جملة لأنه كلام يشتمل على جملتين وقع بين كلامين أولهما قوله فأتوهن من حيث امركم الله وثانيهما قوله (نساؤكم حرث لكم) والكلامان متصلان معنى.
(فان قوله نساؤكم حرث لكم بيان لقوله فأتوهن من حيث امركم الله) وهو مكان الحرث فان الغرض الأصلي من الاتيان طلب النسل لا قضاء الشهوة والنكتة في هذا الاعتراض الترغيب فيما أمروا به والتنفير عما نهوا عنه (وقال قوم قد تكون النكتة فيه) أي في الاعتراض (غير ما ذكر) مما سوى دفع الإيهام حتى أنه قد يكون لدفع ايهام خلاف المقصود (ثم) القائلون بان النكتة فيه قد تكون لدفع الإيهام افترقوا فرقتين (جوز بعضهم وقوعه) أي الاعتراض (في آخر جملة لا تليها جملة متصلة