بيدي في مقام يفتقر إلى التأكيد.
(المساواة) قدمها لأنها الأصل المقيس عليه (نحو ولا يحيق المكر السيئ الا باهله، وقوله:
فإنك كالليل الذي هو مدركي * وان خلت ان المنتأى عنك واسع ") أي موضع البعد عنك ذو سعة شبهه في حال سخطه وهو له بالليل، قيل في الآية حذف المستثنى منه وفى البيت حذف جواب الشرط فيكون في كل منهما ايجازا لا مساواة.
وفيه نظر لان اعتبار هذا الحذف رعاية لأمر لفظي لا يفتقر إليه في تأدية أصل المراد حتى لو صرح به لكان اطنابا بل تطويلا.
وبالجملة لا نسلم ان لفظ الآية والبيت ناقص عن أصل المراد.
والايجاز (ضربان ايجاز القصر وهو ما ليس بحذف نحو قوله تعالى ولكم في القصاص حياة، فان معناه كثير ولفظه يسير) وذلك لان معناه ان الانسان إذا علم أنه متى قتل قتل كان ذلك داعيا له إلى الا يقدم على القتل فارتفع بالقتل الذي هو القصاص كثير من قتل الناس بعضهم لبعض وكان بارتفاع القتل حياة لهم.
(ولا حذف فيه) أي ليس فيه حذف شئ مما يؤدى به أصل المراد واعتبار الفعل الذي يتعلق به الظرف رعاية لأمر لفظي حتى لو ذكر لكان تطويلا (وفضله) أي رجحان قوله ولكم في القصاص حياة (على ما كان عندهم أو جز كلام في هذا المعنى وهو) قولهم (القتل أنفي للقتل بقلة حروف ما يناظره) أي اللفظ الذي يناظر قولهم القتل أنفي للقتل (منه) أي من قوله تعالى ولكم في القصاص حياة وما يناظره منه هو قوله في القصاص حياة لان قوله ولكم زائد على معنى قولهم القتل أنفي للقتل.
فحروف في القصاص حياة مع التنوين أحد عشر وحروف القتل أنفي للقتل