عليه لفائدة) فالمساواة ان يكون اللفظ بمقدار أصل المراد والايجاز ان يكون ناقصا عنه وافيا به والاطناب ان يكون زائدا عليه لفائدة.
(واحترز بواف عن الاخلال) وهو ان يكون اللفظ ناقصا عن أصل المراد غير واف به (كقوله والعيش خير في ظلال النوك) أي الحمق والجهالة (ممن عاش كدا) أي خير ممن عاش مكدودا متعوبا (أي الناعم في ظلال العقل) يعنى ان أصل المراد ان العيش الناعم في ظلال النوك خير من العيش الشاق في ظلال العقل ولفظه غير واف بذلك فيكون مخلا فلا يكون مقبولا (و) احترز (بفائدة عن التطويل) وهو ان يزيد اللفظ على الأصل المراد لا لفائدة ولا يكون اللفظ الزائد متعينا (نحو) قوله وقددت الأديم لراهشيه (وألفى) أي وجد (قولها كذبا ومينا) والكذب والمين واحد لا فائدة في الجمع بينهما.
قوله قددت أي قطعت والراهشان عرقان في باطن الذراعين والضمير في راهشيه وفى ألفى لجذيمة الأبرش وفى قددت وفى قولها للزباء والبيت في قصة قتل الزباء لجذيمة وهي معروفة (و) احترز أيضا بفائدة (عن الحشو) وهو زيادة معينة لا لفائدة (المفسد) للمعنى (كالندى في قوله ولا فضل فيها) أي في الدنيا.
(للشجاعة والندى.. * وصبر الفتى لولا لقاء شعوب ") هي علم للمنية صرفها للضرورة وعدم الفضيلة على تقدير عدم الموت انما يظهر في الشجاعة والصبر لتيقن الشجاع بعدم الهلاك وتيقن الصابر بزوال المكروه بخلاف الباذل ماله إذا تيقن بالخلود وعرف احتياجه إلى المال دائما فان بذله حينئذ أفضل مما إذا تيقن بالموت وتخليف المال وغاية اعتذاره ما ذكره الإمام ابن جنى وهو ان في الخلود وتنقل الأحوال فيه من عسر إلى يسر ومن شدة إلى رخاء ما يسكن النفوس ويسهل البؤس فلا يظهر لبذل المال كثير فضل (و) عن الحشو (غير المفسد) للمعنى.
(كقوله واعلم علم اليوم والأمس قبله)، ولكنني عن علم ما في غد عمى، فلفظ قبله حشو غير مفسد وهذا بخلاف ما يقال أبصرته بعيني وسمعته بأذني وكتبته