مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ١٥٩
عن خيال وهي في خيال آخر مما لا تقع قط.
(ولصاحب علم المعاني فضل احتياج إلى معرفة الجامع) لان معظم أبوابه الفصل والوصل وهو مبنى على الجامع (لا سيما) الجامع (الخيالي فان جمعه على مجرى الألف والعادة) بحسب انعقاد الأسباب في اثبات الصور في خزانة الخيال وبيان الأسباب مما يفوته الحصر.
فظهر ان ليس المراد بالجامع العقلي ما يدرك بالعقل وبالوهمي ما يدرك بالوهم وبالخيالي ما يدرك بالخيال لان التضاد وشبهه ليسا من المعاني التي يدركها الوهم وكذا التقارن في الخيال ليس من الصور التي تجتمع في الخيال بل جميع ذلك معان معقولة وقد خفى هذا على كثير من الناس فاعترضوا بان السواد والبياض مثلا من المحسوسات دون الوهميات.
وأجابوا بان الجامع كون كل منهما متضادا للآخر وهذا معنى جزئي لا يدركه الا الوهم.
وفيه نظر لأنه ممنوع وان أرادوا ان تضاد هذا السواد لهذا البياض معنى جزئي فتماثل هذا مع ذلك وتضائفه معه أيضا معنى جزئي فلا تفاوت بين التماثل والتضائف وشبههما في أنهما ان أضيفت إلى الكليات كانت كليات وان أضيفت إلى الجزئيات كانت جزئيات فكيف يصح جعل بعضها علي الاطلاق عقليا وبعضها وهميا.
ثم إن الجامع الخيالي هو تقارن الصور في الخيال وظاهر انه ليس بصورة ترتسم في الخيال بل هو من المعاني.
فان قلت كلام المفتاح مشعر بأنه يكفي لصحة العطف وجود الجامع بين الجملتين باعتبار مفرد من مفرداتهما وهو نفسه معترف بفساد ذلك حيث منع صحة نحو خفى ضيق وخاتمي ضيق ونحو الشمس مرارة الأرنب وألف باذنجانة محدثة.
قلت كلامه ههنا ليس الا في بيان الجامع بين الجملتين واما ان أي قدر من الجامع يجب لصحة العطف فمفوض إلى موضع آخر.
وصرح فيه باشتراط المناسبة بين المسندين والمسند إليهما جميعا والمصنف لما
(١٥٩)
مفاتيح البحث: المنع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»