معجم ما استعجم - البكري الأندلسي - ج ٤ - الصفحة ١٢٥٨
هكذا أنشده السكوني. والعجوزان: من الفرش، وهما هضبتان في قفا صفر.
وبها ردهة. وقال محمد بن بشير يذكر صفرا في رثائه أبا عبيدة بن عبد الله ابن زمعة:
ألا أيها الناعي ابن زينب غدوة * نعيت الفتى دارت عليه الدوائر (1) أقول له والدمع منى كأنه * جمان وهي من سلكه متبادر (2) لعمري لقد أمسى قرى الناس عاتما * لدى الفرش لما غيبته المقابر (3) إذا ما ابن زاد الركب لم يمس نازلا * قفا صفر لم يقرب الفرش زائر وكان زمعة - جد هذا المرثي - ابن الأسود بن المطلب بن أسد، أحد أزواد الركب (4)، وكان أبو عبيدة هذا ينزل الفرش، وكان كبير (5) ينزل الضيفان.
وضاحك: بين الفرش وبين الضيفان، وقد ذكره ابن أذينة، فقال:
أنكرت منزلة الخليط بضاحك * فعفا وأقفر منهم عبود

(1) الأغاني ج 14 ص 151 طبعة الساسي: الندى، في موضع الفتى. وفي هامش ق والأغاني: عليك، في موضع: عليه. وفي هامش ق وهامش راغب باشا:
" أمه زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد ".
(2) كذا في ج ونور عثمانية. وفي ق: متناذر. تحريف.
(3) كذا في ق، ج. والعاتم من الناس من يؤخر قراه. وفعله متعد. ولكن العاتم في قول الشاعر ليس من فعل متعد، فيحتمل أنه من عتم بمعنى تأخر، وإن لم تصرح به كتب اللغة. ويحتمل أنه من باب النسب، أي ذو عتم. وهو التأخير. وفي الأغاني: غائبا. وفي ج والأغاني ونور عثمانية، بذى. في موضع: لدى. وفي الأغاني غيبتك، بالكاف.
(4) أزواد الركب: لقب ثلاثة من قريش: مسافر بن أبي عمرو. وزمعة بن الأسود، وأبو أمية بن المغيرة. لقبوا بذلك، لأنهم لم يكن يتزود معهم أحد في سفر:
يطعمونه، ويكفونه الزاد، ويغنونه.
(5) ج وراغب باشا ونور عثمانية: كثير. وكبير هذا: هو أخو أبى عبيدة بن عبد الله بن زمعة، كما في هامش ق.
(١٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1253 1254 1255 1256 1257 1258 1259 1260 1261 1262 1263 ... » »»
الفهرست