معجم مقاييس اللغة - أبو الحسين أحمد بن فارس زكريا - ج ٤ - الصفحة ٥٧
عفا يعفو عفوا وهذا الذي قاله الخليل صحيح وقد يكون أن يعفو الإنسان عن الشيء بمعنى الترك ولا يكون ذلك عن استحقاق ألا ترى أن النبي عليه السلام قال (عفوت عنكم عن صدقة الخيل) فليس العفو هاهنا عن استحقاق ويكون معناه تركت أن أوجب عليكم الصدقة في الخيل ومن الباب العافية دفاع الله تعالى عن العبد تقول عافاه الله تعالى من مكروهة وهو يعافيه معافاة وأعفاه الله بمعنى عافاه والاستعفاء أن تطلب إلي من يكلفك أمرا أن يعفيك منه قال الشيباني عفا ظهر البعير إذا ترك لا يركب وأعفيته أنا ومن الباب العفاوة شيء يرفع من الطعام يتحف به الإنسان وإنما هو من العفو وهو الترك وذلك أنه ترك فلم يؤكل فأما قول الكميت:
وظل غلام الحي طيان ساغبا * وكاعبهم ذات العفاوة أسغب فقال قوم كانت تعطى عفو المال فصارت تسغب لشدة الزمان وهذا بعيد وإنما ذلك من العفاوة يقول كان يرفع لها الطعام تتحف به فاشتد الزمان عليهم فلم يفعلوا ذلك وأما العافي من المرق فالذي يرده المستعير للقدر وسمي عاقبا لأنه يترك فلم يؤكل قال:
* إذا رد عافي القدر من يستعيرها *
(٥٧)
مفاتيح البحث: الطعام (2)، التصدّق (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»