معجم مقاييس اللغة - أبو الحسين أحمد بن فارس زكريا - ج ٣ - الصفحة ٤٣١
علما موضوعا ويجوز أن يكون سمي بذلك لما فيه من امتداد طولا وعرضا ومن الباب قولهم فعل ذلك طورا بعد طور فهذا هو الذي ذكرناه من الزمان كأنه فعله مدة بعد مدة وقولهم للوحشي من الطير وغيرها طوري وطوراني فهو من هذا كأنه توحش فعدا الطور أي تباعد عن حد الأنيس (طوس) الطاء والواو والسين ليس بأصل إنما فيه الذي يقال له الطاوس ثم يشتق منه فيقال للشيء الحسن مطوس وحكى عن الأصمعي تطوست المرأة تزينت وذكر في الباب أيضا ان الطوس تغطية الشئ يقال طسته طوسا أي غطيته قالوا وطواس ليلة من ليالي المحاق (طوع) الطاء والواو والعين أصل صحيح واحد يدل على الإصحاب والانقياد يقال طاعه يطوعه إذا انقاد معه ومضى لأمره وأطاعه بمعنى طاع له ويقال لمن وافق غيره قد طاوعه والاستطاعة مشتقة من الطوع كأنها كانت في الأصل الاستطواع فلما أسقطت الواو جعلت الهاء بدلا منها مثل قياس الاستعانة والاستعاذة والعرب تقول تطاوع لهذا الأمر حتى تستطيعه ثم يقولون تطوع أي تكلف استطاعته وأما قولهم في التبرع بالشيء قد تطوع به فهو من الباب لكنه لم يلزمه لكنه انقاد مع خير أحب أن يفعله ولا يقال هذا إلا في باب الخير والبر ويقال للمجاهدة الذين يتطوعون بالجهاد المطوعة بتشديد الطاء والواو
(٤٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 ... » »»