ولعل تصنيف الكتاب من هذا والزيب المصنف من هذا كأنه ميزت أبوابه فجعل لكل باب حيزه فأما أصله في لغة العرب فمن قولهم صنفت الشجرة إذا أخرجت ورقها قال ابن قيس الرقيات سقيا لحلوان ذي الكروم وما * صنف من تينه ومن عنبه (صنق) الصاد والنون والقاف كلمة إن صحت يقولون إن الصنق الذفر وحكى بعضهم أصنق الرجل في ماله إذا أحسن القيام عليه (صنم) الصاد والنون والميم كلمة واحدة لا فرع لها وهي الصنم وكان شيئا يتخذ من خشب أو فضة أو نحاس فيعبد (صنج) الصاد والنون والجيم ليس بشيء والصنج دخيل (باب الصاد والهاء وما يثلثهما (صهو) الصاد والهاء والحرف المعتل أصيل يدل على علو من ذلك الصهوة وهو مقعد الفارس من ظهر الفرس والصهوات أعالي الروابي ربما اتخذت فوقها بروج الواحدة صهوة وقال الشيباني الصهاء مناقع الماء الواحد صهوة وهذا وإن كان صحيحا فإن القياس أن يكون مناقع في أماكن عالية ومن الباب أن يصيب الإنسان جرح ثم يندى دائما فيقال صهى يصهى وهو ذلك القياس لأنه ندى يعلو الجرح
(٣١٤)