معجم مقاييس اللغة - أبو الحسين أحمد بن فارس زكريا - ج ٢ - الصفحة ٣٠٠
كفى حزنا أني تطاللت كي أرى * ذرى علمي دمخ فما يريان (دمر) الدال والميم والراء أصل واحد يدل على الدخول في البيت وغيره.
يقال دمر الرجل بيته إذا دخله.
وفرق ناس بين أن يكون دخوله بإذن أو غير إذن فقال أبو عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
(من اطلع في بيت قوم بغير إذن فقد دمر) أي دخل.
قال أبو عبيد هذا إذا كان بغير إذن فإن كان بإذن فليس بدمور.
وهذا تفسير شرعي وأما قياس الكلمة فما ذكرناه أولا.
ومنه قول أوس:
فلاقي عليه من صباح مدمرا * لناموسه من الصفيح سقائف قال الشيباني والأصمعي المدمر الداخل في القترة.
ويقال دمر القنفذ إذا دخل جحره.
وقال ناس المدمر الصائد يدخن بأوبار الإبل وغيرها حتى لا يجد الصيد ريحه.
والذي عندنا أن المدمر هو الداخل قترته فإذا دخلها دخن.
وليس المدمر من نعت المدخن والقياس لا يقتضيه.
وقال الله * (دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها محمد 10) *.
والدمار الهلاك.
ويقال إن التدمري ضرب من اليرابيع.
فإن كان صحيحا فهو القياس لأنه يدمر في جحرته.
(دمس) الدال والميم والسين أصل واحد يدل على خفاء الشيء.
ومن ذلك قولهم دمست الشيء إذا أخفيته.
وأتانا بأمور دمس مثل دبس،
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»