الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٥١٧
مثله يقال كف عن زيارة فلان وأمسك عن الافطار، وليس الامر كما قال بل يستعمل الامساك والكف فيما تدعو إليه الشهوة وفيما لا تدعو إليه، يقال كف عن القتال كما يقال كف عن شرب الماء وأمسك عن ذلك أيضا، وأصل الامساك حبس النفس عن الفعل ومنه المساك وهو مكان يمسك الماء أي يحبسه والجمع مسك، والمسكة السوار سمي بذلك لأنه يلزم المعصم فهو كالمحبوس فيه، والماسكة جلدة تكون على وجه الولد في بطن أمه لأنها محيطة به كإحاطة الحبس بالمحبوس، واستمسك الشئ وتماسك كأن بعضه احتبس على بعض، ونقيض الاستمساك الاسترسال ونقيض الامساك الارسال، وأصل الكف الانقباض والتجمع ومنه سميت الكف كفا لأنها تقبض على الأشياء وتجتمع، ويقال جاءني الناس كافة أي جميعا فالكف عن الفعل هو الامتناع عن موالاة الفعل وإيجاده حالا بعد حال خلاف الانبساط فيه وإنما قلنا ذلك لان أصله الانقباض وخلاف الانقباض الانبساط، والامساك حبس النفس عن الفعل على ما ذكرنا فالفرق بينهما بين.
2092 الفرق بين المنفرد والواحد: أن المنفرد يفيد التخلي والانقطاع من القرناء، ولهذا لا يقال لله سبحانه وتعالى منفرد كما يقال إنه متفرد ومعنى المتفرد في صفات الله تعالى المتخصص بتدبير الخلق وغير ذلك مما يجوز أن يتخصص به من صفاته وأفعاله.
2093 الفرق بين المنفعة والخير: أن من المعصية ما يكون منفعة وقد شهد الله تعالى بذلك في قوله " قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس " (1) وما كانت

(١) البقرة ٢: 219.
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»
الفهرست