الرحيم يريد أنه أبلغ في المعنى لان الرقة والغلظة لا يوصف الله تعالى بهما والرحمة من الله تعالى على عباده ونعمته عليهم في باب الدين والدنيا، وأجمع المسلمون أن الغيث رحمة من الله تعالى، وقيل معنى قوله رحيم أن من شأنه الرحمة وهو على تقدير يديم، والرحمن في تقدير بزمان وهو اسم خص به الباري عز وجل، ومثله في التخصيص قولنا فهذا النجم سماك وهو مأخوذ من السمك الذي هن الارتفاع وليس كل مرتفع سماكا وقولنا للنجم الآخر دبران لأنه يدبر الثريا، وليس كل ما دبر شيئا يسمى دبرانا فأما قولهم لمسيلمة رحمان اليمامة فشئ وضعه له أصحابه على وجه الخطأ كما وضع غيرهم اسم الإلهية لغير الله وعندنا أن الرحيم مبالغة لعدو له وأن الرحمن أشد مبالغة لأنه أشد عدولا وإذا كان العدول على المبالغة كلما كان أشد عدولا كان أشد مبالغة.
989 الفرق بين الرحمن والرحيم (1): هما مشتقان من الرحمة، وهي لغة: رقة القلب وعطفه. والمراد هنا التفضل والاحسان. فإن أسماءه - سبحانه - تؤخذ باعتبار الغايات دون المبادئ.
وقيل: (الرحمن) أبلغ من (الرحيم)، لكثرة حروفه، مختص بالله تعالى، لا بطريق العلية لجريانه وصفا، وإطلاقه على غير تعالى كفر.
ومبالغته إما بالكمية لكثرة أفراد الرحمة، وأفراد المرحوم، أو بالكيفية لتخصيصه بجلائل النعم وأصولها المستمرة وتقديمه على الرحيم في البسملة، لاختصاصه به تعالى.
وروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: " الرحمن اسم خاص