بهذا الحديث ويقول: ألا تراه يقول: فإن الله هو الدهر! فقلت: وهل كان أحد يسب الله في آباد الدهر وقد قال الأعشى في الجاهلية الجهلاء:
[المنسرح] استأثر الله بالوفاء وبالحمد وولي الملامة الرجلا وإنما تأويله عندي والله أعلم أن العرب كان شأنها أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر، وأبادهم الدهر، وأتى عليهم الدهر فيجعلونه الذي يفعل ذلك فيذمونه عليه وقد ذكروه في أشعارهم قال الشاعر يذكر قوما هلكوا: [الكامل] فاستأثر الدهر الغداة بهم والدهر يرميني ولا أرمى يا دهر قد أكثرت فجعتنا بسراتنا ووقرت في العظم وسلبتنا ما لست تعقبنا يا دهر ما أنصفت في الحكم وقال عمرو بن قميئة: [الطويل] رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى فكيف بمن يرمى وليس برام