ابن أبي نصر وسمع الحديث من إسماعيل بن عياش وإسماعيل بن جعفر وهشيم ابن بشير وشريك بن عبد الله وهو أكبر شيوخه ومن عبد الله بن المبارك وأبى بكر بن عياش وجرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة وخلائق آخرهم موتا هشام بن عمار، وروى عنه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ووكيع وأبو بكر ابن أبي الدنيا وعباس الدوري والحارث بن أبي أسامة وعلي بن عبد العزيز البغوي وأحمد بن يحيى البلاذري الكاتب والآخرين، وتفقه على الشافعي وتناظر معه في القرء هل هو حيض أو طهر إلى أن رجع كل منهما إلى ما قاله الاخر، وذكر أن الشافعي أو أبا عبيد رحمهما الله تناظرا في القر فكان الشافعي يقول إنه الحيض، وأبو عبيد رحمهما الله تناظرا في القرء فكان الشافعي يقول إنه الحيض وأبو عبيد يقول إنه الطهر، فلم يزل كل منهما يقرر قوله حتى تفرقا وقد انتحل كل واحد منهما مذهب صاحبه وتأثر بما أورده من الحجج والشواهد، وإن صحت هذه الحكاية ففيها دلالة على عظمة أبى عبيد، ولو رجع الشافعي إلى قوله فهو يدل على مقدرته العلمية وصحة استنباطه المسائل الشرعية.
وذكر أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 2 / 54 " قال إسحاق بن راهويه: الحق يجب لله، أبو عبيد أفقه منى وأعلم، وقال أحمد: أبو عبيد أستاذ،.... وقال هلال بن العلاء الرقي: من الله سبحانه على هذه الأمة بأربعة في زمانهم: الشافعي ولولاه ما تفقه الناس في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحمد ولولاه ابتدع الناس ويحيى بن معين نفى الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبى عبيد فسر غريب الحديث ولولاه اقتحم الناس الخطأ ". وقال أبو عبد الله