غريب الحديث - ابن سلام - ج ١ - الصفحة مقدمة المصحح ٧
وما يتعلق بها ومشتملا على نتائج البحث المستقصى الذي امتد لمدة أربعين سنة من عمر المؤلف بقى الكتاب مرجعا منفردا في غريب للمتأخرين إلى أن جاء ابن قتيبة (م 276 ه‍) والخطابي (م 388 ه‍) اللذان اجتهدا في جمع ما فات أبا عبيد القاسم بن سلام ولو اعترف ابن قتيبة أن الأول لم يترك للاخر شيئا ".
حياة المؤلف فصاحب هذه الفضائل والمؤلف الجليل هذا هو أبو عبيد القاسم ابن سلام الهروي الأزدي خزاعي بالولاء وخراساني وبغدادي بالنسبة.
كان أبوه روميا مملوكا لرجل لرجل من أهل هراة وكان من موالى الأزد، ولد أبو عبيد بهراة في سنة إربع وخمسين ومائة على قوال أبى بكر الزبيدي في كتاب التقريظ، وفى سنة سبع وخمسين ومائة على قول الزركلي. طلب أبو عبيد العلم وسمع الحديث ونظر في الفقه والأدب، واشتغل بالحديث والفقه والأدب والقراءات وأصناف علوم الاسلام، وكان دينا ورعا حسن الرواية صحيح النقل ولم يطعن أحد في شئ من دينه.
أخذ أبو عبيد الأدب عن أكابر أدباء عصره أمثال أبى زيد الأنصاري وأبى عبيدة معمر بن المثنى والأصمعي وأبى محمد اليزيدي وغيرهم من البصريين، وروى عن ابن الأعرابي وأبى زياد الكلابي ويحيى بن سعيد الأموي وأبى عمرو الشيباني والفراء والكسائي ولاحمر من الكوفيين. وروى الناس من كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابا في القران والفقه واللغة والحديث، ويحكى أن سلاما خرج يوما وأبو عبيد مع ابن مولاه في الكتاب، فقال للمعلم:
علم القاسم فإنه كيس (انظر تاريخ بغداد 12 / 403). وقال السبكي في الطبقات 1 / 270: قرأ القران على الكسائي وإسماعيل بن جعفر وشجاع
(مقدمة المصحح ٧)