وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٤٦٨
العقيقي العبيدلي في (أخبار الزينبيات) على ما حكاه عنه مؤلف كتاب (السيدة زينب)، ذكر أن زينب الكبرى بعد رجوعها من أسر بني أمية إلى المدينة، أخذت تؤلب الناس على يزيد بن معاوية، فخاف عمرو بن سعيد الأشدق انتقاض الامر، فكتب إلى يزيد بالحال فأتاه كتاب يزيد يأمره بأن يفرق بينها وبين الناس، فأمر الوالي بإخراجها من المدينة إلى حيث شاءت، فأبت الخروج من المدينة وقالت: قد علم الله ما صار إلينا قتل خيرنا وسقنا كما تساق الانعام، وحملنا على الأقتاب، فوالله لا أخرج وإن أهرقت دماؤنا. فقالت لها زينب بنت عقيل: يا ابنة عماه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوء منها ما نشاء فطيبي نفسا وقري عينا وسيجزي الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هوانا، إرحلي إلى بلد آمن، ثم اجتمعت عليها نساء بني هاشم وتلطفن معها في الكلام، فاختارت مصر وخرج معها من نساء بني هاشم فاطمة بن الحسين (ع) وسكينة، فدخلت مصر لأيام بقيت من ذي الحجة، فاستقبلها الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري في جماعة معه، فأنزلها داره بالحمراء فأقامت بها أحد عشر شهرا وخمسة عشر يوما، وتوفيت عشية الاحد لخمسة عشر يوما مضت من رجب سنة اثنتين وستين هجرية، ودفنت بمخدعها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، انتهى نص العبيدلي.
يقول مؤلف هذه الوفاة وجامع هذه المقتطفات: لا يخفى على الناقد البصير. أن حديث العبيدلي المذكور، الذي استدل به المؤلف النقدي (أعلا الله مقامه) على مهاجرة زينب الكبرى إلى مصر لا يخلو من الملاحظات والانتقادات والأشياء التي لعلها لا تتناسب مع مقام الصديقة الصغرى (سلام الله عليها)، مثل أنها كانت تؤلب الناس على يزيد، ومثل أنها حلفت أن لا تخرج من المدينة ثم خرجت، ومثل أنها خرجت مع النساء ولم يتعرض لذكر أحد من رجالها كزوجها عبد الله بن جعفر أو أحد بني هاشم، ولم يتعرض إلى
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 462 463 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»
الفهرست